الأمالي المطلقة للحافظ ابن حجر العسقلاني (المتوفي سنة 852 هـ)
وقد أطلق عليه في موضع : "المجالس المطلقة" ولعله باب الوصف لا التسمية لأنه أملاه في مجلس.كما أطلق على الكتاب في آخر أحد مجالسه:
"الأمالي المطلقة الثمانية" ولا يتبين مطلق هذه التسمية ولعله من تلامذته ابن حجر الدين كتبوا عنه و"الشهابية" نسبة لابن حجر اذ لقبه: شهاب الدين. وأطلق عليه السخاوي "الأمالي الحديثية المطلقة".
ومعنى كونها مطلقة أنها لم تتقيد بكتاب معين.
ولأمالي ابن حجر طبعة واحدة – فيما وقفت عليه- بتحقيق الشيخ حمدي السلفي في مجلد واحد. نشر المكتب الإسلامي – بيروت عام 1416 هـ/ 1995 م. وبين المحقق أنه نشر الجزء الثاني من هذه الأمالي قبل الأول. لحصول نقص في بعض المجالس من الجزء الأول. ويسعى لنشره عندما يتوفر عنده الجزء الناقص. مع العلم بأن أجزاء هذا الكتاب غير مترابطة بعضها ببعض. فكل جزء يعد مستقلا في موضوعاته كما ذكر المحقق مما يهون من شأن عدم الترتيب في خروج الأجزاء.
عناية أهل العلم ب "الأمالي المطلقة" فيما يأتي:
1. حضور مجالس إملائها وكتابتها ونسخها:
قال الشخاوي: "ويكون المجلس غاص بالأئمة والعلماء والفضلاء من الطلبة وهم في الغالب زيادة على مائة وخمسين نفس".
2. روايتهما بالإسناد كما سيق من رواية الروداني لها في فهرسه.
3. النسخ على منوالها كمتا في "الأمالي المطلقة" للسخاوي والقلقشندي والسيوطي
4. النقل والإستفادة منها في كتب التخريج والشروح وغيرها كما سبق من فعل السيوطي والكناوي
5. كما أن الكتاب منبع ثري لدراسة منهج الحافظ ابن حجر في قضايا مختلفة مثل:
أ. منهجه في صياغة التخريج
ب. منهجه في دراسة الأسانيد والحكم على الأحاديث
ت. منهجه في نقد أقوال العلماء وتتبعها
ث. مقارنة آراء ابن حجر وتطبيقاته في مسائل المصطلح بين أماليه وكتبه الأخرى.
أهمية الكتاب:
تبرز أهمية كتاب "الأمالي المطلقة" لإبن حجر من جهات منها:
1. ايراد الحافظ ابن حجر أحاديثه بأسانيدها
2. علو أسانيده قال السخاوي في وصفه لأمالي ابن حجر "ويتحرى فيها العلو". وقد أعاد ابن حجر حديثا فيه لأجل ذلك.
3. ايراده متابعات وشواهد مسندة لأحاديث كثيرة قد لا توجد في كتاب آخر.
4. حفظه مرويات من كتب في حكم المفقود (مثل: القدر لأبي داود، صحيح ابن السكن، أفراد الدار قطني، غرائب مالك للدار قطني، كما أنه يعين في ضبط مرويات كثيرة في كتب موجودة.
5. تضمنه كلاما على الأحاديث، فيه أحكام حديثة، وفوائد إسنادية ومتنية عزيزة، قال السخاوي في وصف الأمالي: "يمليها – رضي الله عنه – من حفظه، مهدبة محررة متقنة، كثيرة الفوائد الحديثية". وقال في وصف مجلس الإملاء: ثويقع فيه من الابحاث والفوائد المهمة والنكت النفسية ما يفوق الوصف"
6. إبرازه جانبا من عناية الحافظ ابن حجر ومهارته ودقته في التخريج ودراسةه الأسانيد مع سعة الإطلاع ومعرفة مظان الروايات.