من منا لا يخاف من تقديم عرض أمام جمهور واسع، من منا لا يخاف من الحديث مع الجنس الآخر، من منا لا يتردد عند الإقبال على القيام بأمر مهم. هناك من يقرر عدم القيام بما ينتظره تفاديا للإحراج أو الفشل... وهناك من يواجه خوفه ويقوم به مهما كانت النتيجة.
هذه الحلقة الخامسة من كتاب مائة طريقة لتحفيز نفسك، تتحدث عن الاستعداد للتحديات والقيام بها دون خوف. ستيف تشاندلر يشاركنا الحيلة التي يستعملها لتحقيق مراده والتغلف على كل المخاوف التي قد تنتابه.
كلما أجهدت نفسك كلما كانت حياتك أسهل، أو كما يقولون في البحرية: كلما زاد العرق وقت السلم كلما قلت الدماء وقت الحرب. وقد كان صديق طفولتي "ريت نيكول" هو من علمني هذا المبدأ بشكل عملي ، فعندما كنا نلعب في دوري البيسبول للناشئين، كانت تواجهنا دائماً مشكلة السرعة الكبيرة التي كان القاذف المنافس يقذف بها الكرة. حيث كنا في دوري جيد للغاية وكان الرماة المنافسون ذو الأجسام الضخمة يقذفون الكرة إلينا بسرعة هائلة أثناء المباراة. وكنا دائماً ما نطلب برؤية شهادات ميلادهم للتأكد من أعمارهم الحقيقية.
وبدأنا نخاف من الذهاب إلى المكان المخصص لضرب الكرة، فلم يعد في هذا أيه متعة بل أصبح شيئاً نحاول القيام به دون أن نتسبب لأنفسنا في احراج كبير.
ثم طرأت على ذهن "ريت" فكرة .
حيث سألني : ماذا لو كانت الرميات التي نواجهها في المباراة أبطأ من تلك التي نواجهها في التدريب؟
فقلت له إن هذه هي المشكلة بعينها، نحن لا نعرف أي شخص يمكنه أن يرمي بهذه السرعة لنا. وهذا ما جعل الأمر صعباً جداً في المباراة حيث تبدوا الكرة وكأنها حبة أسبرين تأتيك بسرعة 200 كيلومتر في الساعة .
فقال "ريت": أعرف أنه ليس لدينا من يستطيع رمي كرة البيسبول بهذه السرعة ، ولكن ماذا لو لم تكن الكرة كرة بيسبول .
فقلت له: لا أدري ماذا تعني.
هنا أخرج "ريت" من جيبة كرة جولف بلاستيكية صغيرة بها ثقوب ، وهي تلك التي يستخدمها آباؤنا في اللعب في الحديقة الخلفية للمنرل للتدريب على الجولف .
وقال لي ريت": هات مضرباً ".
فأخذت مضرب بيسبول وذهبنا إلى حديقة بالقرب من منزل "ريت" ، وذهب ريت إلى هضبة الرامي ، ولكنه كان أقرب من المعتاد بثلاثة أقدام ، وبينما كنت أقف في المنطقة المخصصة لصد الكرة، قام ريت بقذف كرة الجولف بعيداً عني بينما كنت أحاول أنا السيطرة عليها.
فضحك "ريت" وقال هذا أسرع مما يمكن أن يفعلة أي شخص ستواجهه في دوري الناشئين، دعنا نستمر في هذا .
ثم أخذنا نتبادل الأدوار في المرمى لبعضنا بهذه الكرة الصغيرة الغريبة التي كانت تطير بسرعة هائلة. ولم تكن هذه الكرة البلاستيكية تطير بسرعة عجيبة فقط، ولكنها كانت تنحني وتسقط بحدة أكثر من أي رمية يمكن أن يرميها لاعب في دوري البيسبول للناشئين .
وعندما حل موعد المباراة التالية في الدوري، كنت أنا و"ريت" قد استعددنا. وفي المباراة بدت الرميات كما لو كانت تأتينا بالتصوير البطيء وكأنها بالونات بيضاء كبيرة .
وبعد جلسة واحدة من جلسات "ريت"، استطعت أن أضرب الكرة بل وأحصل بها على أول وأفضل نقطة في المباراة . حيث قذف بالكرة لاعب أيسر بدت رميته وكأنها تعلق في الهواء إلى الأبد حتى استخلصتها أنا.
وهذا الدرس الذي علمني إياه "ريت" لم أنسه أبداُ. فعندما أخاف من شيء قريب الحدوث، أجد طريقة لفعل شيء أصعب منه بل أكثر منه رعبا. وبمجرد قيامي بالشيء الأصعب يصبح الشيء الحقيقي متعة.
وكان لاعب الملاكمة العظيم "محمد علي كلاي" يستخدم هذا المبدأ في اختيار اللاعب الذي يشاركه في التدريب، وذلك بأن يتحقق من أن يكون هذا اللاعب أفضل من الذي سيلاقيه في المباراة الحقيقية ، وقد لا يكون هذا اللاعب أفضل في جميع النواحي، ولكنه كان يجد واحداً أفضل بشكل أو بآخر من منافسه، وبعد أن يواجه مثل هؤلاء الملاكمين كان يعرف عندما يدخل أي مباراة حقيقية أنه قد واجه مثل هذه المهارات تغلب عليها.
ويمكنك دائماً أن تعد معركة أكبر من التي ستواجهها، فإذا كان عليك القيام بعرض تقديمي أمام شخص يخيفك، فيمكنك أن تتدرب على هذا العرض أولا مع شخص يخيفك أكثر. وإذا كان هناك شيء يصعب عليك القيام به وتترد في ذلك، اختر شيئاً أصعب وقم به أولا.
ولاحظ مدى تأثير ذلك على درجة تحفيزك عندما تواجهه التحدي الحقيقي.
هذه الحلقة الخامسة من كتاب مائة طريقة لتحفيز نفسك، تتحدث عن الاستعداد للتحديات والقيام بها دون خوف. ستيف تشاندلر يشاركنا الحيلة التي يستعملها لتحقيق مراده والتغلف على كل المخاوف التي قد تنتابه.
تعلم المعرفة وقت السلم
كلما أجهدت نفسك كلما كانت حياتك أسهل، أو كما يقولون في البحرية: كلما زاد العرق وقت السلم كلما قلت الدماء وقت الحرب. وقد كان صديق طفولتي "ريت نيكول" هو من علمني هذا المبدأ بشكل عملي ، فعندما كنا نلعب في دوري البيسبول للناشئين، كانت تواجهنا دائماً مشكلة السرعة الكبيرة التي كان القاذف المنافس يقذف بها الكرة. حيث كنا في دوري جيد للغاية وكان الرماة المنافسون ذو الأجسام الضخمة يقذفون الكرة إلينا بسرعة هائلة أثناء المباراة. وكنا دائماً ما نطلب برؤية شهادات ميلادهم للتأكد من أعمارهم الحقيقية.
وبدأنا نخاف من الذهاب إلى المكان المخصص لضرب الكرة، فلم يعد في هذا أيه متعة بل أصبح شيئاً نحاول القيام به دون أن نتسبب لأنفسنا في احراج كبير.
ثم طرأت على ذهن "ريت" فكرة .
حيث سألني : ماذا لو كانت الرميات التي نواجهها في المباراة أبطأ من تلك التي نواجهها في التدريب؟
فقلت له إن هذه هي المشكلة بعينها، نحن لا نعرف أي شخص يمكنه أن يرمي بهذه السرعة لنا. وهذا ما جعل الأمر صعباً جداً في المباراة حيث تبدوا الكرة وكأنها حبة أسبرين تأتيك بسرعة 200 كيلومتر في الساعة .
فقال "ريت": أعرف أنه ليس لدينا من يستطيع رمي كرة البيسبول بهذه السرعة ، ولكن ماذا لو لم تكن الكرة كرة بيسبول .
فقلت له: لا أدري ماذا تعني.
هنا أخرج "ريت" من جيبة كرة جولف بلاستيكية صغيرة بها ثقوب ، وهي تلك التي يستخدمها آباؤنا في اللعب في الحديقة الخلفية للمنرل للتدريب على الجولف .
وقال لي ريت": هات مضرباً ".
فأخذت مضرب بيسبول وذهبنا إلى حديقة بالقرب من منزل "ريت" ، وذهب ريت إلى هضبة الرامي ، ولكنه كان أقرب من المعتاد بثلاثة أقدام ، وبينما كنت أقف في المنطقة المخصصة لصد الكرة، قام ريت بقذف كرة الجولف بعيداً عني بينما كنت أحاول أنا السيطرة عليها.
فضحك "ريت" وقال هذا أسرع مما يمكن أن يفعلة أي شخص ستواجهه في دوري الناشئين، دعنا نستمر في هذا .
ثم أخذنا نتبادل الأدوار في المرمى لبعضنا بهذه الكرة الصغيرة الغريبة التي كانت تطير بسرعة هائلة. ولم تكن هذه الكرة البلاستيكية تطير بسرعة عجيبة فقط، ولكنها كانت تنحني وتسقط بحدة أكثر من أي رمية يمكن أن يرميها لاعب في دوري البيسبول للناشئين .
وعندما حل موعد المباراة التالية في الدوري، كنت أنا و"ريت" قد استعددنا. وفي المباراة بدت الرميات كما لو كانت تأتينا بالتصوير البطيء وكأنها بالونات بيضاء كبيرة .
وبعد جلسة واحدة من جلسات "ريت"، استطعت أن أضرب الكرة بل وأحصل بها على أول وأفضل نقطة في المباراة . حيث قذف بالكرة لاعب أيسر بدت رميته وكأنها تعلق في الهواء إلى الأبد حتى استخلصتها أنا.
وهذا الدرس الذي علمني إياه "ريت" لم أنسه أبداُ. فعندما أخاف من شيء قريب الحدوث، أجد طريقة لفعل شيء أصعب منه بل أكثر منه رعبا. وبمجرد قيامي بالشيء الأصعب يصبح الشيء الحقيقي متعة.
وكان لاعب الملاكمة العظيم "محمد علي كلاي" يستخدم هذا المبدأ في اختيار اللاعب الذي يشاركه في التدريب، وذلك بأن يتحقق من أن يكون هذا اللاعب أفضل من الذي سيلاقيه في المباراة الحقيقية ، وقد لا يكون هذا اللاعب أفضل في جميع النواحي، ولكنه كان يجد واحداً أفضل بشكل أو بآخر من منافسه، وبعد أن يواجه مثل هؤلاء الملاكمين كان يعرف عندما يدخل أي مباراة حقيقية أنه قد واجه مثل هذه المهارات تغلب عليها.
ويمكنك دائماً أن تعد معركة أكبر من التي ستواجهها، فإذا كان عليك القيام بعرض تقديمي أمام شخص يخيفك، فيمكنك أن تتدرب على هذا العرض أولا مع شخص يخيفك أكثر. وإذا كان هناك شيء يصعب عليك القيام به وتترد في ذلك، اختر شيئاً أصعب وقم به أولا.
ولاحظ مدى تأثير ذلك على درجة تحفيزك عندما تواجهه التحدي الحقيقي.